درر الحب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

درر الحب

عالم مليء بالحب ...وبمعاني الحب ...كلمات تنبض بالامل وتحيي الهمم...عالم لكل من يسأل عن الحب...عالمك انت...
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 آيات ولمسات

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
رفاه
مشرف عام
رفاه


عدد الرسائل : 455
. : مشرف عام الحب الذاتي
تاريخ التسجيل : 28/01/2008

آيات ولمسات Empty
مُساهمةموضوع: آيات ولمسات   آيات ولمسات I_icon_minitimeالسبت مايو 24, 2008 5:46 pm


آيات ولمسات 548476833


آيات ولمسات

بقلم الدكتور فاضل السامرائي


ينزِفون ويُنزَفون : من سورتي الواقعةوالصافات
وسارعوا إلى مغفرة من ربكم + وسابقوا: من سورتي آل عمران والحديد
وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة: من سورتي يونس وسبأ
الحمد لله .. أسرار وإعجاز ـ سورةالفاتحة
ســـورة الـنــــاس


ينزِفون و يُنزَفون
ـ الفرق في المعنى بين اللفظين: يُنزِفون، يُنزَفون
* ينزِفون من (أنزَفَ) ، وهذا الفعل له معنيان:
الأول ـ أنزَف يُنزِف بمعنى سَكَر. والثاني بمعنى نفد شرابه وانقطع. يقال: أنزف القوم أي نفد شرابهم، وهو فعل لازم غير متعد
ومعنى الآية أن شرابهم لا ينفد، وهم لا يسكرون عنه
* ينزَفون (المبني للمجهول) من نُزَف ينزَف معناه سَكَر وذهب عقله من السكر، وهو فعل متعد. ومعنى الآية أن شربهم خمر الجنة لا يذهب بعقولهم
ـ لماذا اختار القرآن وضع هذا اللفظ هنا وذاك هناك؟ وهل يجوز التبادل بينهما خاصة وأن الفارق لا يتعدى حركة واحدة؟
* سورة الواقعة كانت في وصف نعيم السابقين، وهذه هي الآيات بتمامها
" وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ . أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ . فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ . ثُلَّةٌ مِّنَ الْأَوَّلِينَ . وَقَلِيلٌ مِّنَ الْآخِرِينَ . عَلَى سُرُرٍ مَّوْضُونَةٍ . مُتَّكِئِينَ

عَلَيْهَا مُتَقَابِلِينَ . يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ . بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِّن مَّعِينٍ . لَا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلَا يُنزِفُونَ . وَفَاكِهَةٍ مِّمَّا يَتَخَيَّرُونَ . وَلَحْمِ طَيْرٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ . وَحُورٌ عِينٌ . كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ . جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ . لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا تَأْثِيمًا . إِلَّا قِيلًا سَلَامًا سَلَامًا "
* الثانية في وصف عباد الله المخلصين عند استثنائهم من العذاب الأليم
وهذه آيات سورة الصافات
" إِنَّكُمْ لَذَائِقُو الْعَذَابِ الْأَلِيمِ . وَمَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ . إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ . أُوْلَئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَّعْلُومٌ . فَوَاكِهُ وَهُم مُّكْرَمُونَ . فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ . عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ . يُطَافُ عَلَيْهِم بِكَأْسٍ مِن مَّعِينٍ . بَيْضَاء لَذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ . لَا فِيهَا غَوْلٌ وَلَا هُمْ عَنْهَا يُنزَفُونَ . وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ . كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَّكْنُونٌ . "
تقدم آيات السورتين وصفا رائعا لخمر الجنة ونساء الجنة وتبين ما بهما من صفات ليست في خمر الدنيا ولا نسائها ، لتنفر من الدنيا وترغب في الآخرة
ولكن تتناول الآيتان صنفين من أصناف المؤمنين وتبين ما أعد لهم في الآخرة
الصنف الأول الذين تحدثت عنهم آيات الواقعة هم السابقون ، وهؤلاء هم ذوو أعلى الدرجات لا يفوقهم غيرهم
والصنف الثاني الذين تحدثت عنهم آيات الصافات هم الآخرون وهم أقل منزلة
فإن كل سابق مخلَص، أما المخلَصون عامة فليسوا كلهم من السابقين بل منهم سابقون ومنهم متأخرون
أدى هذا الاختلاف في الحديث عن أصناف المؤمنين إلى الاختلاف في وصف جزاء كل فريق
ـ فقال عن الآخرين: (لهم رزق معلوم فواكه)، أما السابقون فقال عنهم: " وفاكهة مما يتخيرون ولحم طير مما يشتهون" فأضاف منحهم الحرية في اختيار ما يرغبون كما أضاف ذكر لحم الطير إلى ما أعد لهم فيها. كما إن كلمة (فاكهة) اسم جنس فهي أعم وأوسع من كلمة الفواكه التي تطلق على الأنواع فقط، بينما اسم الجنس يطلق على الأنواع وعلى النوع الواحد، وقال "مما يتخيرون" ليؤكد تعدد الأنواع
ـ وقال في الصافات (وهم مكرمون في جنات النعيم)، وقال في الواقعة (أولئك المقربون في جنات النعيم) ولا شك أن التقريب هو إكرام وزيادة
ـ وقال في الصافات (على سرر متقابلين)، وفي الواقعة قال: (على سرر موضونة متكئين عليها متقابلين) والموضونة هي المنسوجة المشبكة بما يسر الناظر ، فزاد في ذكر وصفه حسن فيها وأضاف الاتكاء والتقابل على السرر للسابقين فكان تنعمهم أكثر، ولم يذكر هذا الاتكاء ولا صفة السرر في الصافات
ـ وقال في الصافات : (يطاف عليهم ..) بالفعل المبني للمجهول، أما في الواقعة فقال: (يطوف عليهم ولدان مخلدون) فذكر الطائفين الذين يطوفون على المقربين
ـ وقال في الصافات: (بكأس من معين)، وقال في الواقعة: (بأكواب وأباريق وكأس من معين) فزاد ذكر الأكواب والأباريق ، وتنوع الأواني يدل على تنوع الأشربة
ـ وقال في الصافات: (لا فيها غوْلٌ ولا هم عنها ينزَفونَ)
وقال في الواقعة: (لا يُصَدّعونَ عنها ولا يُنزِفون)
الغوْل كما يفسره أهل اللغة : إما الإفساد والإهلاك أي تغتال ا لجسم وتهلكه، أو تغتال العقول. فهي تدل على معنيين: لا تفسد الجسم ولا تهلكه. أو لا تغتال عقل الشاربين
(يصدعون) أي لا يصيبهم الصداع منها
ونفي الغول إن كان بمعنى عدم هلاك الجسم فإنه لا ينفي الصداع، فنفي الأكثر لا يدل على نفي الأقل، كما لو قلنا: (هذا شراب لا يميت) فلا ننفي عنه التسبب فيما هو دون الموت
ولكن ما دامت خمرة المقربين وصفت بأنها لا تصيب بالصداع فقد نفت أقل الأذى ، فهي قطعا ومن باب أولى لا تتسبب فيما هو أكثر ، فنفي الغول لا ينفي الصداع لكن نفي الصداع ينفي الغول
وإذا كان المقصود بالغول (السكر واغتيال العقول) فيكون (لا فيها غول) و (ولا هم عنها ينزفون) بمعنى واحد ، لأن الغول هو اغتيال العقول ، وينزفون هو السكر، فهما شيء واحد ولكن أحدهما وصف للخمرة ، والآخر وصف للشارب، وكلها تدل على أنها لا تسكر
بينما سورة الواقعة تقول: (لا يصدعون عنها) فهي تنفي ما يتعلق بالغول، وتقول (ولا ينزفون) أي لا تسكر ولا ينقطع الشراب، فالتكريم هنا أعلى جريا على آيات الواقعة التي تدل على الوصف الأكمل والأفضل لنعيم السابقين
ـ وقال تعالى في الصافات: (وعندهم قاصرات الطرف عين) فذكر صفة واحدة من الصفات الجسدية وهي (عين) أي واسعة العينين في جمال
وقال في الواقعة : (وحور عين) فأضاف الحور وهو البياض إلى العين (سعة العيون مع الجمال)
ـ وفي الصافات قال: (كأنهن بيض مكنون)، وفي الواقعة: ( كأمثال اللؤلؤ المكنون) ولا شك أن اللؤلؤ أعلى وأقرب للنفس والقلب من البيض ، فهنا أيضا وصف ما أعد للسابقين
ـ ثم قال في الواقعة: "لا يسمعون فيها لغوا ولا تأثيما. إلا قيلا سلاما سلاما" فنفى سماع الرديء وأثبت الحسن (سلاما سلاما)
ولم يقل في الصافات مثل هذا
* و (ينزِفون) بالبناء للمعلوم تناسب الواقعة بكل ما فيها ، و(ينزَفون) المجهول ناسب سياق الصافات
وناسب (ينزِفون) المبني للمعلوم (يطوف عليهم ولدان) المبني للمعلوم أيضا، وناسب (ينزَفون) المبني للمجهول (يطاف عليهم) المبني للمجهول في الصافات


** إجمال: في الواقعة نرى التقريب (وهو الإكرام وزيادة) ، وذكر السرر وزيادة وهي صفة (موضونة)، وذكر التقابل وزيادة وهي الاتكاء، وذكر الطواف وزيادة (الطائفون ولدان مخلدون)، وذكر الكأس وزيادة وهي الأكواب والأباريق، وذكر العين وزيادة وهي الحور، ونفي السكر وزيادة وهي عدم النفاد، وزاد نفي اللغو والتأثيم وأثبت الحسن من القول.. كل هذا للسابقين المقربين


اللهم اجعلنا من السابقين المقربين

انتظروا البقية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
*درر الهمم*
Admin
*درر الهمم*


عدد الرسائل : 147
. : مشرف عام الحب الأسري
تاريخ التسجيل : 27/01/2008

آيات ولمسات Empty
مُساهمةموضوع: رد: آيات ولمسات   آيات ولمسات I_icon_minitimeالإثنين مايو 26, 2008 3:30 pm

رفاه كتب:

آيات ولمسات 548476833




اللهم اجعلنا من السابقين المقربين





وعليكم السلام والرحمة والاكرام


تبارك الله .... عرض وتقديم واختيار اكثر من رائع...

آيات ولمسات B2l04904آيات ولمسات ScY04982
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
رفاه
مشرف عام
رفاه


عدد الرسائل : 455
. : مشرف عام الحب الذاتي
تاريخ التسجيل : 28/01/2008

آيات ولمسات Empty
مُساهمةموضوع: رد: آيات ولمسات   آيات ولمسات I_icon_minitimeالثلاثاء مايو 27, 2008 9:50 am

حبيبتي يسرني مرورك
آيات ولمسات 524083981
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
رفاه
مشرف عام
رفاه


عدد الرسائل : 455
. : مشرف عام الحب الذاتي
تاريخ التسجيل : 28/01/2008

آيات ولمسات Empty
مُساهمةموضوع: رد: آيات ولمسات   آيات ولمسات I_icon_minitimeالثلاثاء مايو 27, 2008 9:51 am

وسارعوا إلى مغفرة ـ آل عمران والحديد


(وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ) (آل عمران:133) .
(سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) (الحديد:21)

السماء والسموات

السماء في اللغة وفي المدلول القرآني لها معنيان
1ـ واحدة السموات السبع، كقوله تعالى: "ولقد زَيّنا السّماءَ الدنيا بِمَصابيح " الملك، وقوله: "إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ" ـ الصافات:6
2ـ كل ما علا وارتفع عن الأرض
ـ فسقف البيت في اللغة يسمى سماء، قال تعالى: " مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لْيَقْطَعْ فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ" ـ الحج:15 يقول المفسرون : (أي ليمد حبلا إلى سقف بيته ثم ليخنق نفسه) فالسماء هنا بمعنى السقف
ـ وقد تكون بمعنى السحاب: َنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا " ّالرعد:17
ـ وقد تكون بمعنى المطر : " ينزل السماء عليكم مدرارا" نوح
ـ وقد تكون بمعنى الفضاء والجو : "أَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّرَاتٍ فِي جَوِّ السَّمَاءِ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا اللَّهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ" ـ النحل:79
ـ وقوله عن السحاب: "فيبسطه في السماء كيف يشاء"
و ذكر هذا الارتفاع العالي : "فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ) (الأنعام:125)
فالسماء كلمة واسعة جدا قد تكون بمعنى السحاب أو المطر أو الفضاء أو السقف
مثال آخر:
" وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَاباً مِنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ. لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ" ـ الحجر:15
فالإنسان إذا خرج من جو الأرض انتقل إلى ظلام فلا يبصر
وبهذا تكون السموات جزءا من السماء ، لأن السماء كل ما علا وارتفع مما عدا الأرض، والسموات جزء منها بهذا المعنى الواسع الذي يشمل الفضاء والسقف والمطر والسحاب، فإن (السماء) تكون أوسع من (السموات) فهي تشملها وغيرها
قال تعالى: " قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُوراً رَحِيماً) (الفرقان:6)
وقال: "ربي يعلم القول في السماء والأرض"
لأن القول أوسع من السر، فهو قد يكون سرا
" وَيَقُولُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ لَوْلا يُعَذِّبُنَا اللَّهُ بِمَا نَقُولُ حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمَصِيرُ" ـ المجادلة: 8
وقد يكون جهرا فهو أوسع من السر والسر جزء منه
فلما وسع قال (القول) وسع وقال (في السماء). ولما ضيق وقال (السر) قال (السموات)
فبهذا المعنى الشامل تكون (السماء) أوسع بكثير من (السموات)، ولذلك لما قال (السموات) قال (عرضها السموات)، ولكن عندما اتسعت اتساعا هائلا جاء بأداة التشبيه (عرضها كعرض السماء) لأن المشبه به عادة أبلغ من المشبه، فهي لا تبلغ هذا المبلغ الواسع الذي يشمل كل شيء
كلمة (السماء) تأتي عامة
"والسماء بنيناها بأيد" ،
"وفي السماء رزقكم وما توعدون" ،
"أأمنتم من في السماء.."
ثم تتسع لأشياء أخرى، فعندما يقول : "سبع سموات طباقا"
فهي ليست الفضاء ولا السقف ولا السحاب، فعندما اتسعت قال (كعرض السماء) وعلى هذا بني التعبير كله في الآيتين

أعدت للمتقين، أعدت للذين آمنوا
عندما ضيق حددها للمتقين ثم وصفهم في الآيات التالية
وعندما وسع عم القول ليسع الخلق (الذين آمنوا بالله ورسله)
وهؤلاء المتقون جزء من الذين آمنوا، ولم يحدد عملا محددا لهؤلاء

سابقوا، سارعوا
ـ عندما قال (سارعوا) قال (عرضها السموات والأرض"
وعندما قال (سابقوا) قال (كعرض السماء والأرض)
ـ كثرة الخلق المتجهين لمكان واحد تقتضي المسابقة
فإن قلوا اقتضى ذلك المسارعة فقط ، وليس المسابقة
اتسع المكان فاتسع الخلق ، ذكر السماء التي تشمل السموات وزيادة ، وذكر الذين آمنوا بالله ورسله ووهي تشمل
المتقين وزيادة ، ثم زاد وقال: "ذلك فضل الله
لأن الفضل أوسع مما جاء في آل عمران بل الفضل واضح إذ جاءت عامة
وكذلك لو لاحظنا الناحية الفنية لرأينا وضع كل واحدة يناسب ما هي فيه، ففي سورة الحديد تتكرر عبارات (آمنوا بالله) و(الفضل العظيم) و(يضاعف لهم) ففيها تفضلات كثيرة
وكذلك وضع الواو في سارعوا ، آية آل عمران فيها تعاطفات، أما الأخرى فبلا عطف
وفي أل عمران نرى المتقين والأمر بالتقوى يتكرر عدة مرات

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
رفاه
مشرف عام
رفاه


عدد الرسائل : 455
. : مشرف عام الحب الذاتي
تاريخ التسجيل : 28/01/2008

آيات ولمسات Empty
مُساهمةموضوع: رد: آيات ولمسات   آيات ولمسات I_icon_minitimeالجمعة مايو 30, 2008 12:46 pm

وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة : يونس وسبأ

" وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُوداً إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ وَلا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ" ـ يونس:61
" وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَأْتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ عَالِمِ الْغَيْبِ لا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الْأَرْضِ وَلا أَصْغَرُ مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ" ـ سـبأ:3
نحتاج إلى توضيح الفروق بين

ـ ما يعزُب ، لا يعزب
ـ مثقال ، من مثقال
ـ السماء ، السموات
ـ تقديم وتأخير
ـ أصغرَ ، أصغرُ
ـ عن ربك ، عنه
بداية الآية مختلفة ، التذييل متشابه
آية سبأ جاءت تذييلا وتعقيبا للحديث عن الساعة
آية يونس جاءت لبيان مقدار إحاطة علم الله بكل شيء، وسعة ذلك العلم
ترتب على هذا اختلاف التعبير بين الآيتين

ـ لا يعزُب ، ما يعزب
* لفرق بين (لا) و (ما) عند دخولها على المضارع
_ (لا) كما يقول أكثر النحاة للاستقبال
الزمخشري: (لا) و (لن) أختان في نفي المستقبل
ـ رأي آخر (يفضله الدكتور) (لا) مطلقة، قد تكون للاستقبال فعلا، مثل: "لا تفتح لهم أبواب السماء" ، و "لا تجزي نفس عن نفس شيئا"
وقد تكون للحـال: "ما لي لا أرى الهدهد .. "، "أفلا يرون ألا يرجع إليهم قولا" ، " ما لكم لا تنطقون"، " لهم قلوب لا يعقلون بها .. "
والسبب أن (لا) أقدم حرف نفي في العربية ، وكل الحروف جاءت بعدها، لذلك فاستعمال (لا) واسع، فهو أوسع حرف في العربية، يدخل في الماضي والمضارع والمستقبل والحال، يدخل على الأسماء النكرات والمعارف ، الاستغراق وغير الاستغراق
* في آية سبأ:"لا تأتينا الساعة" نفوا شيئا مستقبليا ، فرد عليهم بـ (لا) "لا يعزب" ، ثم إنه أقسم "بلى وربي" جوابه في المضارع لتأتينه وجوابه في النفي (لا)
يقول سيبويه: (لأفعلن) نفيه (لا أفعل)
إذن اقتضى المقام كله النفي بلا، فناسبت الآية (لا) من كل جهة
1ـ الاستقبال
2ـ القسم المتقدم إثباته وجوابه
* أما آية يونس فالكلام ليس عن مستقبل ، بل عن الحال فناسب أن يأتي بـ (ما)
ـ عنه، عن ربك
في آية يونس (عن ربك) ـ وقال في سبأ (عنه)
إذ تقدم في سبأ "بلى وربي" ، أي تقدم ذكر الرب، ولم يأت في يونس
ـ عالم الغيب
عالم (اسم فاعل) جاءت في سورة سبأ، لا تأتي في القرآن إلا مع الغيب المفرد
أما علام فتأتي مع الغيوب لأنها صيغة مبالغة تقتضي التكثير
نظيرها (غافر) تختص بالذنب، أما (غفور) فعامة
ـ مثقال ، من مثقال
(من ) الزائدة الاستغراقية تفيد الاستغراق والتوكيد
نقول: ( ما حضر رجل)
تعني: لم يحضر أي رجل ، لم يحضر أي فرد من هذا الجنس
ويحتمل : لم يحضر رجل واحد بل اثنان أو أكثر
ونقول: (ما حضر من رجل) تفيد استغراق الجنس كله، فهو نفي قاطع للحضور فلم يحضر أي أحد ولا مجال للاحتمال
فالتعبير الأول تعبير احتمالي ، التعبير الثاني تعبير نصي قطعي
* آية سبأ ليس الكلام فيها عن علم الغيب أصالة، الكلام في التعقيب على الساعة ، أما سورة يونس فالكلام أصلا عن سعة علم الله عز وجل ، وبيان مقدار إحاطة هذا العلم بكل شيء
فسياق إحاطة علم الله بكل شيء هو الذي يقتضي التوكيد والإتيان بمن الاستغراقية
ومثلها (من عمل) استغراق وعموم لا يستثني شيئا
ـ في الأرض ولا في السماء ، في السموات ولا في الأرض
آية سبأ تتحدث عن الساعة، والساعة إنما يأتي أمرها من السماء وتبدأ بأهل السماء: "ونفخ في الصور فصعق من في السموات ومن في الأرض"
"ويوم ينفخ في الصور ففزع من في السموات والأرض"
أما يونس فالكلام فيها على أهل الأرض فناسب أن يقدم المكان (الأرض)
ـ ومثلها " إنّ الذينَ كَفَروا بِآياتِ الله لَهُم عَذابٌ شديدٌ والله عَزيزٌ ذو انتِقام إن الله لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء" كلام عن الذين كفروا
ـ " وهُو الذي يُصَوّركم في الأرحام كَيف يشاء"كلام عن أهل الأرض
" إن الله لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء"قدم الأرض
ـ "رَبَّنَا إِنَّكَ تَعْلَمُ مَا نُخْفِي وَمَا نُعْلِنُ وَمَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ" ـ ابراهيم:38
"الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ" ـ ابراهيم:39
ـ وقال تعالى: ُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ. يُعَذِّبُُ مَن يَشَاء وَيَرْحَمُ مَن يَشَاء وَإِلَيْهِ تُقْلَبُونَ. وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ" ـالعنكبوت:22
تقديم الأرض، وفيها إعجاز آخر إذ فيها إشارة إلى أنهم سيصعدون إلى السماء ولن يعجزوه حتى وهم هناك
والسماء = 1 ـ كل ما علا حتى المطر والسحاب، وهي بهذا أوسع
2 ـ أو واحدة السموات
نلحظ أنه في حالة الاستغراق والشمول جاء بالحالة الأوسع، اما الحالة التي لم يكن فيها استغراق جاء بحالة أخرى (سبأ)
ـ أصغرَ ، أصغرُ
في حالة الاستغراق جاءت (ولا اصغرَ) بالبناء على الفتح، وهذه اللا تسمى النافية للجنس
(لا رجلَ حاضرٌ) تنفي جنس الرجال
(لا رجلٌ) تحتمل نفي الجنس ونفي الوحدة، ومثلها مثل (ما)
يقول النحاة ابتداء من الخليل: عندما تقول (لا رجلَ) كأنه جواب لسؤال : هل من رجل؟
تضمر من الاستغراقية
فإن سألت : (هل من رجل؟) فجوابه: (لا رجلَ)
وإن سألت: (هل رجلٌ؟) فجوابه: (لا رجلٌ)
فالنافية للجنس هي أصلا تتضمن معنى (من) الاستغراقية
فقال (أصغرَ) في يونس
وهذا مناسب لوجود (من)، ويناسب الاستغراق لمواطن الاستغراق في بداية الآية (وما تتلو...)
أما التي ليست للاستغراق جاء فيها (ولا اصغرُ)
فجعل (أصغرُ) في غير موضع الاستغراق



المصدر: لمسات بيانية في نصوص التنزيل تأليف الدكتور فاضل السامرائي


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
آيات ولمسات
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
درر الحب :: الواحة الاسلامية :: فرقان درر الحب-
انتقل الى: