بين الحقيقة والكذب....!!!!

الإخوة الكرام ..

أرسل لي أحد الإخوة الأعزاء رسالة فيها بيان كذب الكثير من القصص والأخبار
والصور التي تنتشر بين الناس وعبر النت ..
مثل قصة الفتاة العمانية التي مُسخت .. والشاب الذي أحرق في قبره ..
والجني الذي تم تصويره في أحد الكهوف .. والعديد من الصور التي فيها ( فبركة )
ببرامج الجرافيك والفوتوشوب ..

وقد أجبته في بضع نقاط وددت أن تقرأوها ..

( 1 )
لا مانع شرعا من تحري آيات الله تعالى في الكون وفي المخلوقات .. ولا
مانع أبدا من الفرح بها .. ولا يعني اهتمام المسلمين بهذه الأشياء أنهم يعانون من
( نقص إيمان ) كما يدّعي البعض ..
ولكن المؤمن يطلب مثل هذه الأدلة ويميل إليها من داخله ليزداد يقينا على يقينه ..
وإيمانا على إيمانه ..
وقد ذكر الله تعالى لنا في سورة البقرة طلب إبراهيم عليه السلام من الله تعالى أن
يريه ( كيف يحيي الموتى ) فقال له الله تعالى :
" أولم تؤمن " .. " قال بلى .. ولكن ليطمئن قلبي " ..

( 2 )
في الحديث الصحيح عندما جاء الصحابي الجليل ( تميم الداري ) – ولم يكن
أسلم بعد – ثم قص على النبي كيف تقاذفته الأمواج حتى رسى على جزيرة بها
المسيح الدجال …. إلى آخر الحديث ..
نرى في هذا الحديث كيف أن النبي الكريم ( فرح ) لهذه الأخبار .. ونادى في الناس
وأخبرهم بخبر تميم ومن معه .. وكان سر فرح النبي كما قال في الحديث أن ما قصه
تميم :
وافق ما كان يقوله النبي للمسلمين عن الدجال ..
وهذه إشارة شرعية أخرى لجواز الفرح بكل ما يثبت صحة هذا الدين ويؤيد أخباره
وما ورد فيه من شرع أو إعجاز …. إلخ ..
وأما القول بأن الإسلام لم يستشهد بمثل هذه الأشياء في السابق ..
فأرى أن اختراع ( الكاميرا ) في الوقت الحالي قد أثر كثيرا في هذا الأمر ..
( فوالدتي تقسم لي مثلا أنها شاهدت وهي صغيرة كتابات في السماء في أيام
عيد الأضحى ليلا : لا إله إلا الله .. ثم : محمد رسول الله .. ) وبالطبع هذا قبل اختراع
وسائل التصوير والتسجيل الحالية ..
فهذا ليس بعذر .. ناهيك أن معظم الأشياء التي قد يجد فيها المسلمون علامات باسم
الله أو محمد أو غيره :
هي من الفاكهة أو الخضروات أو الكائنات الحية التي لن تلبث أن تنتهي وتزول ..

( 3 )
لا ننكر أن هناك ( ضعاف نفوس ) من المسلمين :
يختلقون مثل هذه الأفكار والصور بغرض الدعوة ونشر الدين .. وهذا خطأ جسيم
بالطبع .. لأن الكذب على الدين ( حرام بالاتفاق ) ..
ومثلهم مثل الذي يؤلف أخبارا عن ( عم أحمد حامل مفاتيح مسجد النبي ) إذا كنت
قرأتها من قبل .. لأننا لو قلنا بجواز الكذب في الدين بغية الدعوة .. فناهيك عن حرمته ..
ولكننا أيضا لن نستطيع التحكم بعد ذلك في الكذب في الدين بغية تدميره !!!..
فذاك سيقول لك : أن الرسول أخبره في المنام أنه من أهل الجنة .. وأنه لا تلزمه الصلاة ..
وتلك ستخبرك : بأن الرسول قال لها في المنام أن الحجاب حجاب القلب .. ولا داعي للبس
الحجاب … وهكذا ..
ولذلك فعلماء أهل السنة والجماعة متفقون على عدم الأخذ في الدين بالرؤى حتى ولو كانت
من أحد العلماء الموثوقين .. وذلك سدا للذرائع .. ولغلق هذا الباب على كل مدع ..
ولا يخفى عليك اعتماد الفرق الباطلة الكثيرة من الشيعة والصوفية وغيرها على هذه الطريقة
في التدليس على العامة وخداعهم ..

( 4 )
بعد بيان الفريق الأول ودوافعه .. فالفريق الثاني هو مثل ما جاء في الرسالة :
مجموعة من المستهزئين بالدين من النصارى والعلمانيين والاشتركيين …. إلخ .. والذين لا
يقصدون إلا السخرية من المسلمين ..
وهؤلاء وأولئك : عقابهم عند الله تعالى العليم الحكيم ..

( 5 )
النقطة الأخيرة التي أود الإشارة لها هي :
((( عدم الانسياق وراء ( التكذيب ) في كل ما نراه ونسمعه )))
ولكن علينا أولاً :
سؤال أهل العلم : لأن هناك أخبارا لا يمكن تصديقها شرعا من أول وهلة .. بدون التعرض
بالحديث لخدع الفوتوشوب أو غيره ..
ثانياً :
محاولة تقصي الحقائق من المواقع الموثوق فيها على النت .. فعادة ستجد فيها المراجع الصحيحة
الموثقة لأي حادثة أو واقعة تمس الدين أو الإعجاز ..
ومثال لذلك ..
ما قمت به منذ شهور ليست ببعيدة من إرسال رسالة لكم عن حقيقة انشقاق القمر .. وحقيقة الصورة
التي انتشرت في ذلك ( والتي قالوا عنها في رسالتك أنها مفبركة بالفوتوشوب ) ..

هذه الصورة التقطت للقمر من قبل وكالة ناسا عام 1969 من ارتفاع 14 كيلو متر عن سطح القمر، وتبين وجود شق يظهر عليه آثار "التحام" فاعتقدوا أن هناك كميات من الحمم المنصهرة تدفقت من خلاله وساهمت بتغليف هذا الشق. المرجع للصورة وكالة الفضاء الأمريكية ناسا: http://apod.nasa.gov/apod/image/0210/rille_apollo10_big.

فهذا مثال لإمكانية صدق بعض الأخبار التي يتعمد أيضا ( النصارى والعلمانيين والاشتراكيين ) لإخفائها عن المسلمين .. والقول زورا أنها أيضا ( مفبركة ) لأنها تثبت قطعا صحة هذا الدين ..
فالذي أرجوه فقط هو ( التثبت من الأخبار ) وعدم قبولها جميعا أو نفيها جميعا ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..