الفرق بين الدعاء والطلب......

قرأت هذا الموضوع

من كتاب شرح الحكم العطائية
للدكتور محمد سعيد رمضان البوطي

فاختصرته ....هنا

تعالوا نتساءل عن معنا الدعاء , إذ كثيرون هم الذين يلتبس عليهم الطلب بالدعاء وبينهما فرق كبير.

الطلب : وصف للفظ ينطق به الطالب ,
أما الدعاء : فعبارة عن حالة نفسية تعتري الطالب فيسمى طلبه عند ذلك دعاء .

والحالة النفسية التي من أجلها يسمى الطلب دعاء , تلك التي يتحقق فيها أمران اثنان :
أولهما: يقظة القلب والمشاعر , واتجاه كل منهما بانكسار وتذلل إلى الله عز وجل , فأما إن لم يكن القلب يقظا ولا المشاعر متفاعلة مع الطلب اللساني ,في حالة من التذلل والانكسار , وإنما كان اللسان ينطق بكلمات محفوظة مع امتدا آلي للكفين حسب الطقوس والعادة , مع شرود الذهن وانصراف المشاعر إلى أفكار أخرى , فإن هذا لا يسمى دعاء بالمعنى الشرعي المطلوب , وإنما يسمى طلبا .

ثانيهما : أن يبدأ الداعي فيتوب إلى الله من المعاصي التي ارتكبها في حقه , ويجعل من توبته الصادقة شفيعا بين يدي دعائه .

هناك خطأ ثاني يقع فيه بعض الناس , يدعو أحدهم وقد التزم بالشروط التي لابد منها : تاب إلى الله , أعاد الحقوق إلى أصحابها , دعا بشعور يقظ وبقلب واجف منكسر ...ثم أخذ يحسب على الله الليالي والأيام , وربما الساعات , منتظرا أن يلقى الاستجابة في اقرب وقت فإذا مضت بعد دعائه مدة يحسبها في نظره طويلة , دون أن يجد الاستجابة المطلوبة ضاق ذرعا , وقال في سره أو جهره : ها أنا ذا دعوت , فلم يستجب لي !...

موضع الخطأ أن هؤلاء الناس يظنون أن الدعاء الذي أمر به الله , إنما هو وسيلة إلى الغاية ,
ولا يعلمون أنه غاية بحد ذاتها
وهذا خطأ كبير , بل وقتال ربما !..
فالدعاء عبادة قائمة بذاتها فهو غاية لا وسيلة